هذه قصيدة للشاعرة موضي العازمي المعروفة بـ “عابرة سبيل” لزوجها وهي في المستشفى بعد اصابتها بمرض عضال وزوجها يحاول التخفيف عنها ويدعوها لتقوم من فراشها ليستدعي الأحبة على وليمة عشاء بمناسبة شفائها
أخذت الشاعرة تنظم وصيتها في أبيات شعرية وعاطفة الحزن والألم تؤثر عليها :
ترى الذبايح و أهلها مـا تسلينـي
أنا أدري إن المرض لا يمكن اعلاجه
أدري تبي راحتي لا يا بعـد عينـي
حرام ما قصرت ايديك فـي حاجـه
أخـذ وصاتـي وأمانـه لا تبكينـي
لو كان لك خاطرٍ ما ودي إزعاجـه
أبيك في ايديك تشهدنـي وتسقينـي
أمانتـك لا يجـي جسمـي بثلاجـه
لف الكفن في يديك وضف رجلينـي
ما غيرك أحدٍ كشف حسناه واحراجه
أبيك بالخيـر تذكرنـي وتطرينـي
يجيرني خالقي مـن نـار وهاجـه
سامح على اللي جرى ما بينك وبيني
أيام نمشي عـدل وأيـام منعاجـه
همي عيالي وأنا اللي فـيْ كافينـي
علمهم الديـن تفسيـره ومنهاجـه
فكان الرد من الزوج المكلوم في هذه الأبيات التي لا تقل شأناً عن أبيات الراحلة التي كتبتها قبل أن تموت فكانت المرثية :
حاولت أنام وحاربت عينـي النـوم
وجريت صوتٍ مثل صـوت الذيابـه
الجفن كنه صار ضايـق ومهـزوم
ودموع عيني مثـل رش السحابـه
على وليف قالـوا اليـوم مرحـوم
فـارق وراح ومـا تهنـى بشبابـه
زرت القبور اللي على بعضها ارسوم
وخطيت رسم فوق ذيـك النصابـه
قلبي من الدنيـا مصـابٍ ومكلـوم
مكلوم تـوه عقـب خـط الكتابـه
أحبها ميـر القـدر صـار مقسـوم
ويحبهـا كـل الأهـل والقـرابـه
الموت أخذها واودع القلـب مثلـوم
جرح عميـقٍ مـا يـداوى صوابـه
الموت أخذ شجعان وارخوم وقـروم
وأخذ رسول الله وباقـي الصحابـه
منقول